حَذَّرَنا صلى الله عليه وسلم من تقليد المشركين، لا سيما في أمور الدين
وأمور العقيدة.
والمشركون الآن يعظمون الآثار، ويجعلون لها أُبهة، ويجعلون لها زيارات.
وقد قلدهم بعض المسلمين في ذلك، وصاروا الآن يعتنون بالآثار ويعظمونها
وينفخون فيها، وربما يَؤُول أمرهم إلى عبادتها كما يَفعل الكفار، وذلك حين يقل
العلماء وتضعف العقيدة! فهذا أمر لا يُتساهل فيه أبدًا.
فقولهم: «اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ
أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ» من باب التشبه.
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُ
أَكْبَرُ» هذا تعظيم لشأن الله عز وجل عن هذا الفعل. وقد كان صلى الله عليه
وسلم إذا استنكر شيئًا أو استحسن شيئًا، كَبَّر صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يصفق
كما يفعل مقلدة الغرب الآن، إذا استحسنوا شيئًا يصفقون، بل كان يُكَبِّر؛ لأن هذا
الشيء الحسن من صنع الله عز وجل. وهذا الشيء الكريه يُنزَّه الله عز وجل عنه
ويُعظَّم.
فقوله: «اللَّهُ أَكْبَرُ»
هذا من باب التنزيه لله والتعظيم لله عن هذا الشرك.
قال: «اللَّهُ أَكْبَرُ، إِنَّهَا
السُّنَنُ» أي: الطرق؛ لأن «سُنن»
جمع «سُنة» وهي الطريقة. يعني: هذا
التقليد للكفار هو سنن الجاهلية، يقلد بعضهم بعضًا، ولا يرجعون للشرع ولا
للأنبياء، ولا يرجعون إلى العلماء؛ وإنما يأخذون من عادات الناس وحضارات الناس.