×

قال: «قُلْتُمْ - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - » هذا خبر من النبي صلى الله عليه وسلم، وأقسم عليه من باب التأكيد، وإلا فهو الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، ولكنه من باب التأكيد والاهتمام بهذا الأمر؛ لأنه أمر عظيم وخطر كبير.

وفي هذا جواز الحلف على الفتوى، فالمفتي إذا كان متأكدًا من صواب فتواه - له أن يحلف عليها من أجل أن يُقنع المستفتي ويُقنع السامع.

قال: «قُلْتُمْ - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: ﴿ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ».

بَيَّن النبي صلى الله عليه وسلم لهم أن هذه عادة قديمة في العالم، وأنها حصلت على عهد موسى عليه السلام.

وذلك أن الله لما نَجَّى بني إسرائيل من فرعون، وأغرق فرعون وقومه، وبنو إسرائيل ينظرون، ثم تجاوزوا البحر؛ أتَوا على قوم يعكفون على أصنام لهم، ﴿قَالُواْ يَٰمُوسَى ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ طلبوا منه أن يجعل لهم صنمًا يعبدونه كما أن هؤلاء لهم صنم يعبدونه، ﴿قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ السبب الذي أوقعكم في هذا هو الجهل بالتوحيد.

وهذا - كما سبق أَنْ بَيَّنَّا - يوجب على المسلمين أن يتعلموا العقيدة، ولا يكتفوا بقولهم: «نحن مسلمون، نعيش في بلاد إسلام، وبيئة إسلامية»؛ كما يقوله الجهال أو الذين يُثبطون عن تعلم العقيدة.


الشرح