ففيه بيان خطورة الجهل،
وأنه قد يوقع في الكفر بالله عز وجل ! وهذه خطورة عظيمة، ولا يُنَجِّي من هذا
الجهل إلاَّ تعلم العقيدة الصحيحة، والتأكد منها، وتدريسها، وتَكرارها على الناس،
ونشرها بكل وسيلة في المساجد والمدارس والمجالس والبيوت، وفي وسائل الإعلام.
وقوله: ﴿إِنَّ
هَٰٓؤُلَآءِ مُتَبَّرٞ مَّا هُمۡ فِيهِ﴾ أي: عَمَل هؤلاء زائل وتالف
﴿وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ
يَعۡمَلُونَ﴾ [الأعراف: 139] لأنه شرك بالله عز وجل، ﴿قَالَ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ
أَبۡغِيكُمۡ إِلَٰهٗا وَهُوَ فَضَّلَكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأعراف: 140]،
أي: أنا لا أَشْرَع لكم الشرك، وهل هذا جزاء النعمة أن الله فَضَّلكم على
العالمين؟! يعني: فَضَّلهم على عالَم زمانهم. أما بعد بعثة محمد صلى الله عليه
وسلم فأفضل العالمين هم أمته صلى الله عليه وسلم.
فالحاصل: أن التبرك بالأشجار والأحجار هو من سُنة المشركين، ومن سُنة الجاهلية،
ومَن فعله فهو متشبه بالكفار، وهو كافر مثلهم، لا فرق بين مَن يَعبد القبر ومن
يعبد اللات والعزى، أو الذي يطلب البركة من الشجرة والذي يطلبها من الصنم. لا فرق
بينهما.
فدل هذا على بطلان التبرك بالأشجار والأحجار، وأنه شرك؛ لأن موسى عليه
السلام قال: ﴿أَغَيۡرَ ٱللَّهِ
أَبۡغِيكُمۡ إِلَٰهٗا﴾.
فمَن تبرك بشجر أو حجر فقد اتخذه إلهًا. وهذا هو الشرك.
واختلاف اللفظ لا يؤثر مع اتفاق المعنى، هؤلاء قالوا: «اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ»،
وبَنُو إسرائيل قالوا: ﴿ٱجۡعَل لَّنَآ
إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ﴾ والرسول صلى الله عليه وسلم جعل هذا مثل هذا، وإن اختلف
اللفظ.