×

أما هؤلاء المشركون في هذه الأزمنة فشركهم دائم في الرخاء وفي الشدة، بل إذا وقعوا في الشدة زاد شركهم ومناداتهم لمعبوديهم من دون الله عز وجل، ويزعمون أنه لا يُخَلِّصهم من الشدائد إلاَّ أصحاب القبور.

ويُزَيِّن لهم شياطين الإنس والجن هذا الشيء، ويقولون لهم: نحن نخلِّصكم! فإذا وقعتم في شيء من الشدائد فنادونا ونحن حاضرون! ويقول أحدهم: «إذا مِتُّ لا يصدكم عني ذراع من التراب، نادوني فإني قريب لكم». والعياذ بالله.

فإذا كان هذا في اتباع اليهود والنصارى، وهم أصحاب ديانة ومن أتباع الرسل؛ فكيف بغيرهم من المشركين الوثنيين والدهريين، الذين لا دين لهم ولا يؤمنون بالله ورسله ولا بشيء من كتبه؟!

فلا يجوز تقليد الكفار مطلقًا، لا من أهل الكتاب ولا من غيرهم، فلا يكون مَن ضل قدوة ولو كان عالمًا!

فاليهود عندهم علم وعندهم أحبار، ولكنهم علماء ضُلال، والعياذ بالله. فلا يقال: فلان عالِم، وهو أدرى، وهو أَخْبَر. بل نقول: أهل الضلال وإن كانوا علماء - لا يطاعون؛ لأن الله حَذَّرَنا من ذلك وأَمَرَنا بتجنب طريقهم: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧ [الفاتحة: 6- 7] فعلماء الضلال مغضوب عليهم؛ لأنهم تركوا الحق عن علم وعن معرفة، فغَضِب الله عليهم. أما ﴿ٱلضَّآلِّينَ فهم الذين ليس عندهم علم، إنما يعبدون بالجهل والضلال - وهم النصارى ومَن شابههم - هؤلاء أيضًا لا يجوز مشابهتهم وتقليدهم في ضلالهم.


الشرح