نعم، قد جعل الله بعض الأشياء مباركة، مثل: ماء زمزم، ومثل: الأنبياء عليهم
السلام، ومثل: الكعبة المشرفة: ﴿إِنَّ
أَوَّلَ بَيۡتٖ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكٗا وَهُدٗى
لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾ [آل عمران: 96]، فالله عز وجل هو الذي جعل الكعبة
مباركة. أما الكعبة فليست هي التي تُوجد البركة أو تَخلقها.
وقد يجعل الله عز وجل بعض الأشياء مباركة، كما قد جعل بعضها شريرة، فقد جعل
الشياطين شريرة، وجعل بعض الدواب شريرة.
فالاعتماد على الله سبحانه وتعالى في كل الأمور، وإنما نتخذ الأسباب ولا
نعطلها؛ لأن الله أَمَرنا باتخاذها. وأما النتائج فهي عند الله سبحانه وتعالى.
وتعطيل الأسباب عجز وتعطيل للمنافع التي جعلها الله سبحانه وتعالى في الأشياء؛ كما
قال بعض العلماء: «الاعتماد على السبب
شرك، وترك السبب قدح في الشرع»؛ لأن الشرع أَمَرك باتخاذ الأسباب، والاعتماد
على الأسباب شرك لأنه اعتماد على غير الله.
فهذه مسألة يجب على طالب العلم أن يفقهها، وأن يعرفها ويتأملها جيدًا، وأن
يوضحها للمسلمين؛ لإزاحة الشبهات، وإزاحة التضليل الذي يُروَّج عند بعض الناس بسبب
الجهل أو بسبب سوء القصد.
فالتبرك بالآثار والأشجار والأحجار كل ذلك محرم، وهو شرك؛ لأنه طلب للبركة
من غير الله سبحانه وتعالى.
ولا يجوز أيضًا التبرك بالأنبياء والأولياء والصالحين، فلا يُتبرك بالآثار
التي تُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ من الأشياء التي استعملها أو الأمكنة
التي جلس فيها أو صلى فيها؛ لأن هذا من البدع، ولم يَرِد عنه صلى الله عليه وسلم
أنه