×

 أي: لا يُسافَر لأجل العبادة في مكان إلاَّ إلى هذه المساجد الثلاثة؛ لأن الله شرع العبادة فيها وجعلها من شعائر دينه سبحانه وتعالى، وهي مساجد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وما عداها من بقاع الأرض فليس لها ميزة على غيرها أبدًا تُقصد من أجلها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ» ([1]).

كل الأرض تصلح للصلاة، وليس هناك حاجة للذَّهاب إلى مكان معين للصلاة فيه. فإذا حضرت الصلاة فصَلِّ في المكان الذي أنت فيه، إلاَّ إذا كنت تستطيع الذَّهاب إلى مسجد تقام فيه الجماعة، تذهب لأجل الصلاة مع الجماعة، وإلا فإنك تصلي في المكان الذي أنت فيه؛ لأن الأرض كلها مسجد، وليس لبعضها ميزة على غيرها.

فالذين يذهبون إلى المَشاهد وقبور الأولياء والصالحين، ويقولون: «إنهم يشفعون لنا، ونرجو منهم النفع ودفع الضرر» كمن يذهب إلى قبر البدوي، أو قبر فلان أو فلان - هذا كله باطل ومن عبادة غير الله عز وجل.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (235)، ومسلم رقم (521).