هل امتنعت لما هُدمت ودافعت عن نفسها؟! لو كانت آلهة تنفع وتضر لدافعت عن
نفسها! وهل نصرتكم لما سلط الله المسلمين عليكم؟! وهل أغاثتكم عند الشدائد؟!
فلا يستطيعون الجواب بأنها تضر أو تنفع، لم تنفعهم في بدر وغيرها من
الغزوات، ولم تدفع عنهم ما أوقع الله بهم من الهزائم! ما أجابوا عن هذا السؤال
العظيم! فدل على انقطاع حُجتهم.
وهكذا في كل أسئلة القرآن الكريم التي هي من باب التحدي والتعجيز، لم يَصدر
لها جواب من قِبل المشركين، ولن يَصدر لها جواب إلى أن تقوم الساعة.
فهذا توبيخ من الله عز وجل لهؤلاء الذين يعبدون اللات والعزى ومناة
ويتبركون بها. وغيرها من باب أَوْلى، لكن هذه كانت أكبر الأصنام وهي المشهورة عند
العرب.
«اللات»: صنم في الطائف
لبني ثقيف.
· وفي تفسيرها قولان لأهل العلم:
القول الأول: أنها بالتخفيف، وهو اسم حجر كبير أملس عليه نقوش،
كانوا يتبركون به، ويطلبون منه قضاء حاجتهم وتفريج كُرباتهم.
القول الثاني: أنه بالتشديد؛ اسم فاعل مِن «لَتَّ يَلُتُّ»: وهو في الأصل رجل صالح كان يلت السَّويق للحُجاج،
وكان يُطعم الحُجاج من هذا الطعام تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى. فلما مات عكفوا
على قبره يتبركون به؛ كما حصل لقوم نوح لما غَلَوا في الصالحين.