×

و «الكوثر»: نهر في الجنة. وقيل: هو الخير الكثير. فهذا من باب الشكر لله سبحانه وتعالى على هذه النعمة، على إعطائه الكوثر.

قوله: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ [الكوثر: 3] أي: إن مُبغِضك هو الأبتر، مقطوع الصلة، مقطوع الذِّكر!!

ذلك أن الكفار كانوا يَذمون الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقولون: إنه أبتر، ليس له ذرية، وليس له مال، وإنه إذا مات سينتهي ذكره! فرَدَّ عليهم الله عز وجل بقوله: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ أي: لستَ أنت الأبتر، وسيستمر ذِكرك، ويستمر عملك، وتستمر دعوتك إلى يوم القيامة.

وصَدَق الله العظيم!! أين ذِكر أبي جهل؟، وأين ذِكر أبي لهب؟ وأين ذِكر صناديد الكفار؟ انقطع، ولا يُذكَرون إلاَّ بالذم، والعياذ بالله.

أما رسول الله فإنه يُذكَر بالخير والثناء، ويُذكَر بكل فضيلة، ودعوته باقية، ودينه باقٍ - ولله الحمد - على مر الزمان! بينما تتهاوى المذاهب الأخرى وتتساقط، وإن قويت شوكتها في بعض الأحيان، إلاَّ أنها تتهاوى، ودين الرسول صلى الله عليه وسلم يتجدد.

فهذه الشيوعية في وقتنا الحاضر بلغت ما بلغت من القوة والإرهاب وإخافة العالم، وفي فترة وجيزة ذابت كما يذوب الملح في الماء!! أين هي الآن؟!

لكن دين الإسلام ولو ضَعُف أهله في فترة من الفترات، إلاَّ أنه لا يَزال - ولله الحمد - يظهر ويتجدد على مر الزمان والمكان.

الشاهد من الآية -مثل الآية التي قبلها-: أن الذبح عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؛ لأن الله عز وجل قَرَنه بالصلاة، وأَمَر بأن يُذبح ويُنحر له سبحانه وتعالى ولا يُذبح لغيره.


الشرح