قوله:عن
عليٍّ رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات: «لَعَنَ
اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ،
وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ
الأَْرْضِ» ([1]). رواه مسلم، وعلي
بن أبي طالب هو الإمام أبو الحسن الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وزوج
ابنته فاطمة الزهراء، رضي الله عنهما، كان من أسبق السابقين الأولين، ومن أهل بدر
وبيعة الرِّضوان، وأحد العَشَرة المشهود لهم بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين،
ومناقبه مشهورة، رضي الله عنه، قَتَله ابن مُلْجِم الخارجي في رمضان سنة أربعين.
قال
أبو السعادات: أصل اللعن: الطرد والإبعاد من الله ([2]).
قوله:
«مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ»، قال شيخ الإسلام: قوله: ﴿وَمَآ
أُهِلَّ بِهِۦ لِغَيۡرِ ٱللَّهِۖ﴾ [البقرة: 173] ظاهره أنه ما ذُبِح لغير الله؛ مثل
أن يقال: هذه ذبيحة لكذا.
وإذا
كان هذا هو المَقصِد فسواء لَفَظَ به أو لم يَلْفِظ، وتحريم هذا أظهر من تحريم ما
ذُبِح للَّحم، وقال فيه: باسم المسيح ونحوه؛ كما أن ما ذبحناه متقربين به إلى الله
كان أزكى وأعظم مما ذبحناه للَّحم وقلنا عليه: «باسم الله».
فإذا حَرُم ما قيل فيه: باسم المسيح والزهرة. فلأن يَحْرُم ما قيل فيه لأجل المسيح أو الزهرة أو قُصِد به ذلك أَوْلى؛ فإن العبادة لغير الله أعظم كفرًا من الاستعانة بغير الله.
([1]) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (4/255).