فعلى
هذا لو ذَبَح لغير الله متقربًا إليه يَحْرُم وإن قال فيه: «باسم الله»؛ كما قد
يفعله طائفة من منافقي هذه الأمة، الذين يتقربون إلى الكواكب بالذبح والبخور ونحو
ذلك، وإن كان هؤلاء مرتدين لا تباح ذبيحتهم بحال... إلخ، قلت: ومن ذلك الذبح للجن.
**********
بعد أن ذَكَر المؤلف رحمه الله الدليل من القرآن على تحريم الذبح لغير
الله، ذَكَر الدليل من السُّنة، فقال: «عن أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه
وسلم بأربع كلمات».
الكلمة عند اللُّغويين تطلق ويراد بها النطق، ولو كانت حرفًا واحدًا.
أما عند النحْويين فالكلمة يراد بها الجملة.
ولهذا يقول الناظم:
كلامنا لفظ مفيد كاستقم **** واسم وفعل ثم حرفٌ الكَلِمْ
واحده كَلِمة والقول عَمْ **** وكِلْمة بها كلام قد
يُؤَمْ
فقد يراد بالكلمة الجملة؛ كما في قوله عز وجل: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا
جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ٩٩لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا
فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم
بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ١٠٠﴾ [المؤمنون: 99- 100]،
فالجملة هنا سماها الله عز وجل كلمة.
فالمراد بقوله: «حدَّثني
رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات» أي: بأربع جمل.
قوله: «لَعَنَ اللهُ...» «اللعن» معناه: الطرد والإبعاد من رحمة
الله عز وجل. ولا يكون إلاَّ على كبيرة من كبائر الذنوب. فمِن ضوابط الكبيرة أن
يُلعن مَن ارتكبها، فإذا لَعَن الله عز وجل على شيء، أو لَعَن