فالذبح على سبيل التعبد والتقرب لا يكون إلاَّ لله عز وجل، والله عز وجل عد
من المحرمات من بهيمة الأنعام ما أُهِل به لغير الله، أي: ما ذُبِح باسم صنم، أو
نبي مُقرَّب، أو ولي، أو جني، أو ما شابه ذلك. يعني: نودي به عند الذبح لغير الله؛
كأن يقول: «باسم المسيح»، «باسم السيد فلان»، فهذا أُهِل به لغير
الله، وهو حرام يَحْرُم أكله، وهو شر من الميتة لأنه ذبيحة شركية.
وكذلك ما سُمِّي عليه اسم الله لكن القصد منه غير الله؛ كأن يقول: «باسم الله» على الذبيحة، وهو يقصد أنه
للقبر، أو الولي، أو للجن؛ ذلك لأن العبرة بالقصد وما في القلب.
· فما أُهِل به لغير الله يشمل نوعين:
* ما لم يُذكَر اسم الله عليه، فذُبِح لصنم، أو شجر، أو حجر، أو نبي، أو
ولي... ونحو ذلك.
* ما ذُبِح وقُصِد به غير الله عز وجل، ولو سُمي عليه اسم الله.
فهذا الذبح محرم بنوعيه، ويكون من الشرك الأكبر.
والغالب أن الذي يذبح لغير الله لا يذكر عليه اسم الله؛ ولذلك يوصي
المشعوذون المرضى بأن لا يُسَمُّوا على الذبيحة، أي: لا يقولون: باسم الله.
فهذه الآية فيها أمر من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يُخْلِص
الصلاة والذبح لله عز وجل؛ ذلك أن الله سبحانه وتعالى لما أعطاه الكوثر، أَمَره أن
يشكره على هذه النعمة العظيمة، بأن يصلي ويذبح لله عز وجل؛ ولهذا ربطه بما قبله
بفاء السببية.