قوله:
﴿فَصَلِّ
لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ﴾: قال شيخ الإسلام: أَمَره أن يَجمع بين هاتين
العبادتين، وهما الصلاة والنسك؛ الدالتان على: القرب، والتواضع، والافتقار، وحسن
الظن، وقوة اليقين، وطُمأنينة القلب إلى الله وإلى عِدته. عَكْس أهل الكِبْر
والنفرة، وأهل الغنى عن الله؛ الذين لا حاجة لهم في صلاتهم إلى ربهم. والذين لا
ينحرون له خوفًا من الفقر؛ ولهذا جمع بينهما في قوله: ﴿قُلۡ
إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي﴾ الآية. انتهى.
وقد
قال عز وجل: ﴿حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ
ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ
بِهِۦ﴾ الآية [المائدة: 3].
**********
هذه هي الآية الثانية من الآيات التي استدل بها المصنِّف رحمه الله.
وقوله عز وجل: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ
وَٱنۡحَرۡ﴾ هذه الآية مثل آية الأنعام، قرن فيها النحر بالصلاة: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ﴾ أي: لا تُصَلِّ
لغيره. وقوله عز وجل: ﴿وَٱنۡحَرۡ﴾ أي: اذبح له ولا
تنحر لغيره. والنحر في الغالب يكون للإبل، والذبح يكون للبقر والغنم وما شابهها.
وكل مِن الذبح والنحر يُتعبد به لله عز وجل، فمَن ذَبَح أو نَحَر لغير الله
فقد أشرك، سواء ذبح للأشجار أو الأحجار أو القبور والأضرحة؛ كما كانوا يَذبحون
للاتِ والعُزَّى ومَنَاة وغيرها. أو ذَبح للجن اتقاء لشرهم، أو من باب التداوي؛
لأن بعض المشعوذين يأمر المرضى بأن يذبحوا للجن، فيطيعونهم في ذلك، فيذبحون لغير
الله عز وجل.