×

وقوله: ﴿وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ أي: من هذه الأمة. لا من أول الخليقة، فليس هو أول المسلمين من الخليقة؛ لأنه سبقه مسلمون من الرسل وأتباعهم. ولكنه أول المسلمين من هذه الأمة المحمدية، فالأولية هنا نِسبية. وإلا فالرسل والمؤمنون من قبل النبي صلى الله عليه وسلم كلهم مسلمون، بمعنى أنهم مخلصون العبادة لله عز وجل.

فهذه الآية شاهدها للترجمة: أن الله سبحانه وتعالى أَمَر ألاَّ يُذبح إلاَّ له سبحانه.

ودل قوله: ﴿لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ على أن الذبح لغير الله شرك يُنزَّه الله عز وجل عنه.

ودلت أيضًا على أنه لا يُستثنى أحد من الخلق مهما بلغت رتبته، فلا أحد يصل إلى مرتبة الألوهية والربوبية، ولا أحد يستحق شيئًا من العبادة، إنما العبادة حق لله عز وجل.

كما دلت الآية أيضًا على أن العبادات مبناها على التوقيف؛ لقوله: ﴿وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ فالعبادات لا تكون إلاَّ بدليل من الكتاب والسنة، ولا تكون بالاستحسان أو التقليد وغير ذلك؛ لأن هذا من البدع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1718).