×

قوله: ﴿لِلَّهِ الجار والمجرور خبر ﴿إِنَّ، واسم ﴿إِنَّ: ﴿صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي.

﴿رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ «الرب»: هو المالك. و«العالَمين»: جمع عالَم، وهو ما سوى الله عز وجل من المخلوقات. فهو سبحانه مالك كل شيء بيده. فلا يليق بالعبد أن يشرك بالله الذي هو ربه وخالقه ورازقه ومدبر شئونه.

ثم أَكَّد ذلك بقوله: ﴿لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وهذا نفي للشرك في الصلاة والذبح... وغيرهما من العبادات؛ لأن «لا» نافية للجنس، و«شريك» نكرة في سياق النفي تفيد العموم. فلا يَصلح أن يُشرَك مع الله أحد؛ لا مَلَك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا ولي من الأولياء، ولا صالح من الصالحين؛ لأن كلمة «شريك» تنفي جميع الشركاء.

قوله: ﴿وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ أَمَره الله سبحانه وتعالى؛ لأن الذي يأمر ويَنْهَى ويَشْرَع هو الله عز وجل. والرسول صلى الله عليه وسلم مُبَلِّغ عن الله، وهو أول مَن يمتثل أمر ربه؛ لأنه عبد الله ورسوله.

﴿وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ أي: أول المنقادين لأمر الله المستسلمين له بالتوحيد والطاعة. لأنه صلى الله عليه وسلم هو القدوة، قال عز وجل: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا [الأحزاب: 21].

فهذا فيه دليل على أنه لا أحد يَبْلُغ مرتبة الربوبية أو مرتبة الألوهية، لا الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره، بل هو صلى الله عليه وسلم عبدٌ من عباد الله، وهو أكرم عباد الله، فلا يُتخذ إلهًا أو ربًّا مع الله عز وجل.


الشرح