«على الأنصاب» يعني: على الأصنام.
«من جسد» يعني: من ذبيحة.
فالنبي صلى الله عليه وسلم بَيَّن أن دينه مخالف لدين المشركين، فالمشركون
يذبحون لغير الله. والنبي صلى الله عليه وسلم ومَن اتبعه يذبحون لله وحده لا شريك
له؛ كما أنهم لا يصلون إلاَّ لله فكذلك لا يذبحون إلاَّ لله سبحانه وتعالى.
وقَرْن النسك بالصلاة يدل على أنه عبادة عظيمة لا يجوز صرفها لغير الله.
والنسك قد تساهل فيه كثير من الناس، فصاروا يذبحون للجن طاعة للمشعوذين من أجل
العلاج، بزعمهم!
قوله: ﴿وَمَحۡيَايَ﴾ أي: ما أحيا عليه
في هذه الدنيا. فيجب على الإنسان أن يحيا على التوحيد في جميع عمره، من حين يبلغ
سن التكليف إلى أن يحضره الأجل. فيَصرف جميع أعماله لله عز وجل في جميع أمره.
قوله: ﴿وَمَمَاتِي﴾ أي: ما أموت عليه.
فيموت على التوحيد وإخلاص العبادة لله عز وجل.
فمعنى الآية: أنه يجب على المسلم أن يُخْلِص لله في حياته وفي حالة صحته،
وكذلك عند موته وفي حال حضور الأجل؛ ليُختم له بالتوحيد. وهذا فيه تنبيه على أهمية
حُسْن الخاتمة. والغالب أن مَن استقام على دين الله في عمره وحياته أنه يُوفَّق
لحُسْن الخاتمة. والذي ضَيَّع عمره في الشرك والمخالفات فحَرِيٌّ به أن يُصْرَف عن
حُسْن الخاتمة وتسوء خاتمته، إلاَّ أن يتداركه الله عز وجل فيَمُنّ عليه بالتوبة
قبل الموت.