وقوله: ﴿إِنَّ صَلَاتِي﴾ الصلاة في الشرع
يراد بها: العبادة المُبتدَأة بالتكبير المُختتَمة بالتسليم.
· وتشتمل على:
عبادات قلبية: كالخشوع، والخشية، والإقبال على الله سبحانه وتعالى.
وعبادات قولية: كالتكبير، والتحميد، والثناء على الله، وتلاوة كتابه الكريم،
ومناجاة الرب سبحانه وتعالى.
وعبادات عملية: كالقيام، والركوع، والسجود، والجلوس.
فالصلاة عبادة عظيمة يجتمع فيها ما لا يجتمع في غيرها من أنواع العبادات؛
ولذلك جعلها الله عمود الإسلام، وجعلها الركن الثاني من أركان الإسلام.
قوله: ﴿وَنُسُكِي﴾ «النُّسُك» المراد به: ما يُذبح من بهيمة
الأنعام على وجه التقرب والعبادة؛ كهَدْي التمتع والقِران، وهَدْي التطوع، وهَدْي
الجُبْران، والأضاحي، والعقيقة. هذه كلها تُسمَّى نُسُكًا.
فما ذُبِح من بهيمة الأنعام على وجه التقرب إلى الله عز وجل بذبحه - فهو
النسك.
وكان الذبح على وجه التقرب موجودًا في الجاهلية، فقد كانوا يذبحون لغير
الله عز وجل، فيذبحون للأصنام والجن والكواكب.
ولهذا يقول النابغة في قصيدته:
فلا ورَبِّ الذي قد زرتُه حِججا **** وما هُريق على
الأنصاب من جسدِ
«ما هُريق» يعني: ما سُفِك من
الدماء.