ولله الحكمة سبحانه وتعالى في بقاء هذا الشرك والكفر؛ من أجل أن يتميز
الخبيث من الطيب، والموحِّد من المشرك، والمهتدي من الضال، قال عز وجل: ﴿لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ
لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۗ﴾ [الرعد: 31]، ولكن لو هداهم جميعًا لم تكن هناك ميزة
لأحد على أحد، ولكن اقتضت حكمته سبحانه أن يُجري الامتحان من أجل أن يتميز الخبيث
من الطيب.
وقوله: «باب ما جاء»
يعني: من الأدلة من الكتاب والسنة في حكم الذبح لغير الله، وأنه شرك؛ كما يتضح ذلك
مما ساقه رحمه الله في هذا الباب وفي غيره.
فقضية الذبح لغير الله قضية عظيمة، زل فيها كثير من بني آدم؛ لأغراض مختلفة
يزينها لهم الشيطان.
قال: «وقول الله تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي
وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢لَا شَرِيكَ
لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٦٣﴾ الآية» هذا هو الدليل الأول.
أَمَر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي
وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ
أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٦٣قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِي رَبّٗا
وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيۡءٖۚ وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٍ إِلَّا عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ
وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا
كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ١٦٤﴾ [الأنعام: 162- 164].
فقوله عز وجل: ﴿قُلۡ﴾ هذا أمر من الله عز
وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يعلن للناس، ليس لناس وقته فقط، بل للناس
جميعًا إلى أن تقوم الساعة، وليس لناس بلده، بل لجميع الناس على وجه الأرض.