إلاَّ بالمعروف، فلا يطاع في المعصية، قال عز وجل: ﴿وَإِن
جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا
تُطِعۡهُمَاۖ﴾ [لقمان: 15] فلا تطعهما في الشرك، ولكن يبقى حقهما من
الإكرام والإحسان ﴿وَصَاحِبۡهُمَا
فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ﴾ [لقمان: 15].
فالذي يغير هذا الحكم الإلهي في حق الوالدين، ويقابلهما بالعقوق والكلام
السيئ، وأفحش الكلام وأقبحه - اللعن، فإذا لَعَن والديه أو أحدهما فقد لعنه الله
سبحانه وتعالى؛ لأن الجزاء من جنس العمل. «الوالدان»
يشمل: الآباء، والأجداد والجدات، وإن عَلَوْا، كلهم يقال لهم «والدان».
فلا يجوز للإنسان أن يلعن والديه، أو يتسبب في لعن والديه؛ كأن يسب أبا أحد
أو أمه، فيسب أباه بالمقابل، فيكون الإثم على البادئ والمتسبب وهو الولد.
ولهذا لما سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم: كيف يلعن الرجل أباه؟ قال:
«يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ
أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ»، فهو لم يلعن والديه مباشرة،
ولكنه تسبب في لعنهما. فمَن فَعَل ذلك استحق اللعنة من الله عز وجل.
والمسلم لا يجوز أن يكون لعَّانًا ولا سبَّابًا ولا بذيئًا؛ بل يجب عليه أن
يكون مؤدبًا ويتكلم بالكلام الطيب، قال عز وجل: ﴿وَقُولُواْ
لِلنَّاسِ حُسۡنٗا﴾ [البقرة: 83]، وقال عز وجل: ﴿وَلَا
تَسۡتَوِي ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ
فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ﴾ [فصلت: 34].
هكذا ينبغي للمسلم أنه يحفظ لسانه عن القول البذيء، ولا سيما إذا كان هذا
القول من أقبح الكلام كاللعن والسب والشتم.
حتى البهائم والدواب والدُّور والمساكن لا يجوز لعنها.