قوله:
«لَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا»، وهو بفتح الهمزة ممدودة، أي: ضمه إليه
وحماه.
وأما
«مُحْدِثًا» فقال أبو السعادات: يُروى بكسر الدال وفتحها، على الفاعل والمفعول.
فمعنى
الكسر: مَن نَصَر جانيًا وآواه وأجاره من خَصمه، وحال بينه وبين أن يُقتص منه.
والفتح:
هو الأمر المُبتدَع نفسه. ويكون معنى الإيواء فيه: الرضا به والنصر؛ فإنه إذا
ارتضى بالبدعة، وأقر فاعلها ولم ينكر عليه، فقد آواه.
قال
ابن القيم رحمه الله تعالى: هذه الكبيرة تختلف مراتبها باختلاف مراتب الحدث في
نفسه، فكلما كان الحدث في نفسه أكبر كانت الكبيرة أعظم.
**********
قوله: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا»، «آواه» يعني: ضمه إليه ودافع عنه وحماه. و«المُحْدِث»: هو الذي فَعَل فعلاً يوجب عليه إقامة الحد؛ كالسارق
والزاني وشارب الخمر وقاطع الطريق. فلا يجوز لأحد أن يَحُول بينه وبين إقامة الحد
عليه. فمَن حال بين إقامة الحد بشفاعته أو بسلطته فإنه ملعون.
ولهذا جاء في الحديث: «تَعَافَوْا الْحُدُودَ بَيْنَكُمْ فَمَا بَلَغَنِي مِنْ حَدٍّ فَقَدْ وَجَبَ» ([1]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4376)، والنَّسائي رقم (4885)، والدارقطني رقم (3196)، والحاكم رقم (8156).