قوله:
«لَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَْرْضِ» - بفتح الميم -: علامات حدودها،
وهي التي توضع لتمييز حق الشركاء إذا اقتسموا ما بينهم في الأرض والدُّور.
قال
في النهاية: أي: معالمها وحدودها.
قلت:
وذلك بأن يَرفع ما جُعِل علامة على تمييز حقه من حق شريكه، فيأخذ من حق شريكه
بعضه، فهذا ظلم عظيم.
وفي
الحديث: «مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ
يَوْمَ القِيَامَةِ» ([1]).
فما
أَجْهَلَ أكثرَ الخلق حتى وقعوا بجهلهم وظلمهم فيما يضرهم في دنياهم وأخراهم!!
وذلك لضعف الإيمان بالمعاد، والحساب على الأعمال، والجنة والنار، نسأل الله العفو
والعافية في الدنيا والآخرة.
**********
قوله: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ
مَنَارَ الأَْرْضِ»، هذه هي الكلمة الرابعة.
و «المَنار»: العلامات؛ لأنها
تنير للناس الحق، وتبين للناس الصواب من الخطأ.
قال بعض المفسرين: وهذا محمول على المراسيم والحدود التي تكون بين أملاك الناس، فيأتي مَن يقدِّمها أو يؤخِّرها عن وضعها؛ لأجل أن يَغْصِب شيئًا من أرض جاره، فهذا ملعون أيضًا على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2453)، ومسلم رقم (1612).