×

وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ يَوْمَ القِيَامَةِ»، فالمسألة ليست سهلة، فليست هي أرضًا أخذتَها وانتهى الأمر، بل هناك حساب وراءه عقوبة ومسئولية أمام الله سبحانه وتعالى. فلو تركتَ أرضك كلها كان أسلم لك من أن تأخذ شبرًا من أرض شريكك أو أرض جارك، نسأل الله العافية والسلامة.

وقيل: المراد بمنار الأرض: أنصاب الحرم التي وُضِعت على حدود الحرم المكي أو الحرم المدني. فلا يجوز تغيير هذه الحدود؛ لئلا يَدخل في الحرم شيء ليس منه أو يَخرج منه شيء من الحرم.

وقيل: المراد بمنار الأرض: العلامات التي على الطرق؛ لأنها تَهدي المسافرين. وإذا أزيلت وغُيرت ضل المسافرون، وربما يحصل بسبب ذلك هلاك. ومن هذه المنارات التي على الطرق: اللوحات التي تبين للمسافرين الاتجاهات والمسافات بين المدن، وهي مفيدة جدًّا، فلا يجوز تغييرها؛ لأن هذا يضر الناس.

والحقيقة أن كل هذه الأمور داخلة في منار الأرض؛ فيَدخل فيها المراسيم، ويَدخل فيها أنصاب الحرم، ويَدخل فيها علامات ولوحات الطريق. ولكن النوع الأول - المراسيم - آكدُها، واقتصر عليه بعض الشراح لأنه المتأكَّد عندهم، ولأنه يفصل بين الحقوق ويمنع الظالم من أن يتعدى على حقوق غيره.


الشرح