قوله:
وعن طارق بن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: «دَخَلَ رَجُلٌ
الْجَنَّةَ فِي ذُبَابٍ، ودخل النار رجل في ذباب». قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله ؟
قال: «قَالَ: مَرَّ رَجُلاَنِ عَلَى قَوْمٍ لَهُمْ صَنَمٌ، لاَ يَجُوزُهُ أَحَدٌ
حَتَّى يُقَرِّبَ لَهُ شَيْئًا، فَقَالُوا لأَِحَدِهِمَا: قَرِّبْ، قَالَ: لَيْسَ
عِنْدِي شَيْءٌ، قَالُوا: قَرِّبْ وَلَوْ ذُبَابًا، فَقَرَّبَ ذُبَابًا، قَالَ:
فَخَلَّوْا سَبِيلَهُ، قَالَ: فَدَخَلَ النَّارَ» ([1]). رواه أحمد.
قوله:
وعن طارق بن شهاب: البَجَلي الأَحْمَسي، أبو عبد الله. قال أبو داود: رأى النبيَّ
صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع منه شيئًا.
قال
الحافظ: إذا ثَبَت أنه لَقِي النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي، وإذا ثبت أنه لم
يسمع منه فروايته عنه مرسل صحابي، وهو مقبول على الراجح.
وكانت
وفاته - على ما جزم به ابن حبان - سنة ثلاث وثمانين.
قال
ابن القيم رحمه الله تعالى: قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: حدثنا أبو معاوية
الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، يرفعه قال: «دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّةَ
فِي ذُبَابٍ...» الحديث.
قوله:
«فِي ذُبَابٍ» أي: من أجله.
قوله: «قَالُوا: وَكَيْفَ ذَلِكَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!» كأنهم - والله أعلم - تقالُّوا هذا العمل وتقريب الذباب للصنم، فبَيَّن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن مَن فَعَل هذا وما هو أعظم منه، وجبت له النار.
([1]) أخرجه أحمد في «الزهد» (ص: 15)، والبيهقي في «الشعب» رقم (6962)، وابن أبي شيبة رقم (33038) من قول سلمان الفارسي رضي الله عنه.