×

 قوله: «قَالَ: مَرَّ رَجُلاَنِ عَلَى قَوْمٍ لَهُمْ صَنَمٌ، لاَ يَجُوزُهُ أَحَدٌ حَتَّى يُقَرِّبَ لَهُ شَيْئًا، فَقَالُوا لأَِحَدِهِمَا: قَرِّبْ، قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ، قَالُوا: قَرِّبْ وَلَوْ ذُبَابًا، فَقَرَّبَ ذُبَابًا، قَالَ: فَخَلَّوْا سَبِيلَهُ، قَالَ: فَدَخَلَ النَّارَ»؛ لأنه قَصَد غير الله بقلبه، أو انقاد بعمله فوجبت له النار.

ففيه معنى حديث مسلم الذي تقدم في «باب الخوف من الشرك» عن جابر مرفوعًا: «مَنْ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ» ([1]).

فإذا كان هذا فيمن قَرَّب للصنم ذبابًا، فكيف بمن يستسمن الإبل والبقر والغنم ليتقرب بنحرها وذبحها لمن كان يعبده من دون الله؛ من ميت، أو غائب، أو طاغوت، أو مَشهد، أو شجر، أو حجر، أو غير ذلك؟!

وكان هؤلاء المشركون في أواخر هذه الأمة يَعُدون ذلك أفضل من الأضحية في وقتها الذي شُرعت فيه!

وربما اكتفى بعضهم بذلك عن أن يضحِّي؛ لشدة رغبته وتعظيمه ورجائه لمن كان يعبده من دون الله!!

وقد عمَّت البلوى بهذا وما هو أعظم منه.

قوله: «وَقَالُوا لِلآْخَرِ: قَرِّبْ وَلَوْ ذُبَابًا، قَالَ: مَا كُنْتُ لأُِقَرِّبَ لأَِحَدٍ شَيْئًا دُونَ اللَّهِ، قَالَ: فَضَرَبُوا عُنُقَهُ، قَالَ: فَدَخَلَ الْجَنَّةَ».


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (93).