قال: «قَالَ: مَرَّ رَجُلاَنِ عَلَى قَوْمٍ لَهُمْ صَنَمٌ»، أي:
يعبدونه من دون الله؛ لأن «الصنم»: هو
ما يُعبد من دون الله، لكن يطلق على ما كان على صورة حيوان. وأما «الوثن»: فيشمل ما كان على صورة وما لم
يكن على صورة مما عُبد من دون الله؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا
يُعْبَدُ» ([1])، فالوثن أعم من
الصنم؛ لأنه يشمل كل ما عُبِد من دون الله على أي شكل كان.
قال: «لاَ يَجُوزُهُ أَحَدٌ» يعني:
لا يمر من عنده أحد «حَتَّى يُقَرِّبَ
لَهُ شَيْئًا» يعني: يَذبح أو يَتقرب له بشيء من العبادة. حيث كانوا يُلزِمون
مَن يمر من الناس عند صنمهم بأن يعبد هذا الصنم، فإذا خضع لهذا الصنم وقَرَّب له
شيئًا من أنواع العبادة، سمحوا له بالمرور؛ كأنهم شرطة الجوازات التي تكون عند
منافذ البلاد، لا يسمحون لأحد يمر إلاَّ معه جواز، وهؤلاء الجوازُ عندهم هو الشرك
بالله عز وجل !!
وهذا دليل على حرص المشركين على عبادة غير الله؛ ولذلك يبذلون أنفسهم
وأموالهم في سبيل حماية الشرك، والعياذ بالله!! قاتَلوا الرسل وقاتلوا المسلمين من
أول الخليقة إلى الآن؛ حماية للشرك وغَيرة على الشرك، نسأل الله العافية، فهم لا
يُخْلُون بين المسلمين ودينهم.
والآن نسمع دعاة الضلالة يقولون: «دَعُوا
الناس وشأنهم، كُلٌّ يَتبع ما يراه دينًا، ولا تصادموا حرياتهم»!!
ويقصدون بذلك محاربة الدعوة إلى دين الله.
([1]) أخرجه: مالك في «الموطأ» رقم (414)، وأحمد رقم (7352).