×

ولذلك لا يجوز التجمع عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الخلق، بل القادم من سفر يمر ويُسَلِّم على الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه أبي بكر وعمر، ويَمضي.

وإذا أراد أن يدعو أو يصلي، يذهب إلى أي مكان في المسجد النبوي ويصلي، ولا يتحرى بصلاته القبر، ولا يدعو عند القبر؛ لأن هذا يَبعث على الشرك والغلو. وإذا فَعَل ذلك رجل ذو شأن في قومه ورآه الناس والجهال، فإنهم يتخذون هذا عبادة، وربما يطلبون من الرسول ويستغيثون به كما هو واقع.

ولولا أن الله قَيَّد لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ما يحميه، لرأيتم العجب العجاب، لكن الحمد لله، لا يَزال القبر مصونًا ومحفوظًا بحفظ الله، ثم بجهد ولاة الأمور الذين يعتنون بحفظ القبر من الغلو ومن الاجتماع عنده. وهذا من تيسير الله عز وجل، وإجابة لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ».

قال ابن القيم رحمه الله:

ودعا بأن لا يُجعل القبر الذي **** قد ضمه وثنًا من الأوثانِ

فأجاب رب العالمين دعاءه **** وأحاطه بثلاثة الجدرانِ

حتى اغتدت أرجاؤه بدعائه **** في عزة وحماية وصِيانِ

فما زال القبر مصونًا ومحفوظًا، ولا يُمَكَّن أحد من الجلوس عنده أو الوقوف طويلاً أكثر من وقوف السلام.


الشرح