×

وقد يكون لفظ العيد اسمًا لمجموع اليوم والعمل فيه، وهو الغالب؛ كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا» ([1]). انتهى.

وقد أحدث هؤلاء المشركون أعيادًا عند القبور التي تُعْبَد من دون الله، ويسمونها عيدًا؛ كمولد البدوي بمصر وغيره، بل هي أعظم؛ لِما يوجد فيها من الشرك والمعاصي العظيمة.

قال المصنِّف رحمه الله تعالى: وفيه استفصال المفتي، والمنع من الوفاء بالنذر بمكان عيد الجاهلية ولو بعد زواله.

قلت: وفيه المنع من اتخاذ آثار المشركين محلًّا للعبادة؛ لكونها صارت محلًّا لما حَرَّم الله من الشرك والمعاصي. والحديث وإن كان في النذر فيشمل كل ما كان عبادة لله، فلا تُفعل في هذه الأماكن الخبيثة التي اتُّخذت محلًّا لِما يُسخط الله عز وجل.

فهذا الحديث شاهد للترجمة، والمصنِّف رحمه الله تعالى لم يُرِد التخصيص بالذبح، وإنما ذَكَر الذبح كالمثال.

وقد استُشكل جعل محل اللات بالطائف مسجدًا.

والجواب - والله أعلم -: أنه لو تُرك هذا المحل في هذه البلدة لكان يُخشى أن تفتتن به قلوب الجهال، فيرجع إلى جعله وثنًا كما كان يُفعل فيه أوًلا، فجَعْله مسجدًا والحالة هذه يُنسِي ما كان يُفعل فيه ويذهب به أثر الشرك بالكلية، فاختص هذا المحل لهذه العلة وهي قوة المُعارِض. والله أعلم.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (987)، ومسلم رقم (892).