أما إذا استعجل فحَرِيٌّ
أن يجيب بجواب خطأ، وتُتخذ فتواه فتحًا لباب الشر - والعياذ بالله - ولو لم يقصد؛
لأن زَلة العالِم أشد على الناس من غيرها!
فلا ينبغي للعالِم أن يستعجل في فتواه؛ لئلا يَزِل، والعياذ بالله، حتى ولو
لم يقصد.
فكيف إذا قَصَد الخطأ، وقَصَد الشر بالناس، وقَصَد الهوى؟! هذا أشد!
فالفتوى خطرها عظيم، وليست بالأمر السهل أو الأمر المباح، والكل يفتي والكل
يتكلم!
هذه من المصائب التي تساهل فيها الكثير، فظهر الشر في الأمة بسبب التسرع في
الفتوى، فلابد من الانضباط، ولابد من التحري والتدقيق في أمر الفتوى.
ولهذا يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: «إن العالِم إذا زل فإنه يُحْسِن إسراع الفيئة، وتدارك الفارط، ومداواة
الجَرح، فهو كالطبيب الحاذق البصير بالمرض وأسبابه وعلاجه؛ فإن زواله على يده أسرع
من زواله على يد الجاهل».
فكما أن الطبيب لا يَصرف الدواء إلاَّ في محله، ولا يَزيد في الدواء عن
القدر المطلوب؛ لأنه إذا صَرف الدواء في غير محله يَقتل، وإذا صرفه أكثر من الحاجة
يَقتل أيضًا.