×

 الحقيقة للكيد بالإسلام والمسلمين. فهذا لا يُصَدَّق ولا يُساعَد ولا يُعان على شره.

فلا يختص النهي بمسجد الضرار، بل يعم كل ما اتُّخذ مكرًا وخداعًا وحيلة للإضرار بالإسلام والمسلمين، ولو كان ظاهره الخير.

فهذه الآيات تدل على أن النيات تؤثر في الأمكنة والمباني. النيات الخبيثة تؤثر في الأمكنة والبقاع خبثًا. والنيات الصالحة تؤثر فيها بركة وخيرًا.

ففيها: الحث على إصلاح المقاصد.

وفيها: دليل على أن الاعتبار بالمقاصد لا بالمظاهر. فهؤلاء بَنَوا مسجدًا في الظاهر، ولم يكن مقصودهم المسجد. فدل على أنه ليس كل من أظهر الصلاح يُقْبَل منه حتى تُعْرَف حقيقته.

وفيها: التنبيه على خداع المخادعين، وأن يَحْذَر المؤمنون دائمًا من المشبوهين ومن تضليلهم! فقد يتظاهرون بالصلاح، ويتظاهرون بالمشاريع الخيرية. ولكن ما دامت سوابقهم وتصرفاتهم تشهد بكذبهم فإنه لا يُقْبَل منهم، ولا ننخدع بالمظاهر دون نظر إلى المقاصد، وإلى ما يترتب - ولو على المدى البعيد - على هذه المظاهر.

ففيها: تنبيه المسلمين إلى الحذر في كل زمان ومكان من تضليل المشبوهين، وأن كل مَن يتظاهر بالخير والصلاح والمشاريع الخيرية لا يكون صالحًا، إلاَّ مَن لم يكن له سوابق في الإجرام ولم يُعْرَف عنه إلاَّ الخير، فهذا يُقْبَل منه. لكن مَن كان معروفًا بالسوابق السيئة


الشرح