×

 والمكائد الخبيثة، أو يَظهر عليه أو على فلتات لسانه أو على كلامه شيء، فإننا نأخذ الحذر منه ولا ننخدع؛ لأن الله عز وجل نهى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يصلي في مكان أُعِد للمعصية.

فدل هذا على أنه لا يُذبح لله في مكان يُذبح فيه لغير الله، كما لا يصلى لله في مكان أُعِد للمعصية والكفر.

وقوله عز وجل: ﴿لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ هو مسجد قُباء لصلاح نية أهله رضي الله عنهم.

وفي هذا دليل على فضيلة مسجد قُبَاء، وفضل أهله رضوان الله عليهم، وأن هذا المسجد بقي له الفضل في الإسلام إلى أن تقوم الساعة، ويُقْصَد للصلاة فيه ممن كان في المدينة اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.

وقيل: المراد به مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.

والصحيح: أنه يعم المسجدين، كل منهما أُسِّس على التقوى. فيقام في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أحد المساجد الثلاثة، ويقام في مسجد قباء ويصلى فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَخرج إليه راكبًا وماشيًا ويصلي فيه؛ لأنه كان في طريق الرسول صلى الله عليه وسلم.

ومسجد قباء يقال له أيضًا: «مسجد بني الأشهل من الأنصار»؛ لأن المكان أو الحارة التي بُنِي فيها تسمى قباء.

فبقي لهذا المسجد - ولله الحمد - الذِّكر الطيب، وصار مباركًا، ويصلى فيه لأن نية أصحابه الذين أسسوه نية طيبة.


الشرح