وقال الشيخ صنع الله
الحلبي الحنفي رحمه الله في الرد على من أجاز الذبح والنذر للأولياء: «فهذا الذبح
والنذر إن كان على اسم فلان، فهو لغير الله عز وجل، فيكون باطلاً، وفي التنزيل: ﴿وَلَا
تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ﴾ [الأنعام: 121]، ﴿قُلۡ
إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ
١٦٢لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٦٣﴾ [الأنعام: 162-
163]. والنذر لغير الله إشراك مع الله كالذبح لغيره». انتهى.
**********
أراد الشيخ رحمه الله أن ينقل كلام أهل العلم من المذاهب الأربعة على تحريم
النذر لغير الله.
فذَكَر كلام الأذرعي - فيما سبق - وهو من الشافعية، ثم ذَكَر كلام الشيخ
قاسم الحنفي من الحنفية، بأن مَن نذر للأضرحة فإن نذره حرام؛ لأنه نذر معصية.
ولأن النذر عبادة والعبادة لا تجوز إلاَّ لله سبحانه وتعالى، فمَن فَعَل
العبادة لغير الله فإنه يكون مشركًا شركًا أكبر.
وأيضًا: هذا النذر حتى ولو كان لحيٍّ فإنه لا يجوز؛ لأنه يُطلب منه ما لا
يَقْدِر عليه إلاَّ الله؛ كشفاء المريض، وإعطاء الولد!! فمثل هذا لا يقدر عليه
إلاَّ الله، لا يقدر عليه لا الأحياء ولا الأموات. فكيف إذا كان النذر لميت؟!
والأموات لا يجوز أن يُطلب منهم شيء؛ لأنهم ليس عندهم قدرة على إجابة مَن دعاهم،
كما قال الله عز وجل: ﴿إِن تَدۡعُوهُمۡ
لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ
وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُونَ بِشِرۡكِكُمۡۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ﴾ [فاطر: 14].