×

قال: «وفيه شَبَه من النذر لسَدَنة الصلبان والمجاورين عندها»، ذلك أن النصارى يزعمون أن المسيح عليه السلام قُتِل وصُلِب على الخشبة، فيجعلون صورة لرجل مصلوب على صليب، ويتخذونه رمزًا لما يزعمونه، ثم يعكفون عند هذه الصورة وعند هذا الصليب! فالذين يعكفون عند القبور مثلهم سواء.

ثم بَيَّن الشيخ رحمه الله أن نذر الطاعة عبادة، وأنه يجب على الناذر الوفاء بنذره، وأن مَن صَرَف هذه العبادة لغير الله فقد جعل لله شريكًا في العبادة، وأنه بهذا «يكون قد أثبت ما نفته «لا إله إلاَّ الله» من إلهية غير الله ولم يُثبت ما أثبتته من الإخلاص».

ثم قال: «وهذا معنى قول شيخنا: وشَرْح هذه الترجمة: ما بعدها من الأبواب»؛ لأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال ذلك بعد ما ذَكَر تفسير «لا إله إلاَّ الله».

فهذا من الأبواب التي تُفَسِّر «لا إله إلاَّ الله»، وأن مِن معنى «لا إله إلاَّ الله»: أن لا يُنْذَر إلاَّ لله سبحانه وتعالى، فمَن نذر لغير الله فقد أثبت ما نفته «لا إله إلاَّ الله».

وكثير من الناس لا يفقهون معنى «لا إله إلاَّ الله»، فيظنون أن كلمة التوحيد مجرد قول يقال باللسان، ولا يفقهون ما تدل عليه وما تطلبه!! فلذلك يُشركون ويعبدون غير الله ويذبحون للقبور والأضرحة والأصنام، وهم يقولون: «لا إله إلاَّ الله» لأنهم لم يفهموا «لا إله إلاَّ الله».


الشرح