قوله:
وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول:
«من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل
من منزله ذلك» ([1]). رواه مسلم
خَوْلة
بنت حكيم: ابن أمية، السُّلَمية، يقال لها: أم شَريك. ويقال: إنها هي الواهبة.
وكانت قبلُ تحت عثمان بن مظعون. قال ابن عبد البر: «وكانت صالحة فاضلة».
قوله:
«مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ...»:
شَرَع الله لأهل الإسلام أن يستعيذوا به، لا كما يفعل أهل الجاهلية من الاستعاذة
بالجن، فشَرَع الله عز وجل للمسلمين أن يستعيذوا بأسمائه وصفاته.
قال
القرطبي رحمه الله تعالى: «قيل: معناه: الكاملات التي لا يلحقها نقص ولا عيب كما
يلحق كلام البشر. وقيل: معناه: الكافية الشافية. وقيل: الكلمات هنا هي القرآن، فإن
الله أخبر عنه أنه هدى وشفاء.
وهذا
الأمر على جهة الإرشاد إلى ما يُدفع به الأذى، وعلى هذا فحَقُّ المستعيذ بالله عز
وجل وبأسمائه وصفاته أن يَصْدُق الله في التجائه إليه، ويتوكل في ذلك عليه،
ويُحْضِر ذلك في قلبه. فمَن فَعَل ذلك وصل إلى منتهى طلبه ومغفرة ذنبه».
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: «وقد نص الأئمة - كأحمد وغيره - على أنه لا يجوز الاستعاذة بمخلوق.
([1]) أخرجه مسلم رقم (2708).