وهذا مما استدلوا به على
أن كلام الله ليس بمخلوق. قالوا: لأنه ثَبَت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
استعاذ بكلمات الله وأَمَر بذلك؛ ولهذا نهى العلماء عن التعازيم والتعاويذ التي لا
يُعرف معناها خَشية أن يكون فيها شرك».
قال
ابن القيم رحمه الله تعالى: «ومَن ذَبَح للشيطان، ودعاه واستعاذ به وتقرب إليه بما
يُحِب؛ فقد عَبَده، وإن لم يُسَمِّ ذلك عبادة، بل يسميه استخدامًا ما! وصَدَق، هو
استخدام من الشيطان له، فيصير مِن خدم الشيطان وعابديه؛ ولذلك يخدمه الشيطان، لكن
خدمة الشيطان له ليست خدمة عبادة؛ فإن الشيطان لا يخضع له ولا يعبده كما يفعل هو
به».
قوله:
«مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ»: قال ابن القيم: «مِن شر كل ذي شر، في أي مخلوق قام به
الشر، من حيوان أو غيره، إنسيًّا أو جنيًّا، أو هامة أو دابة، أو ريحًا أو صاعقة،
أي نوع كان من أنواع البلاء في الدنيا والآخرة».
و
«ما» هاهنا موصولة ليس إلا، وليس المراد بها العموم الإطلاقي، بل المراد التقييدي
الوصفي.
والمعنى:
من شر كل مخلوق فيه شر. لا من شر كل ما خلقه الله؛ فإِنَّ الجنة والأنبياء
والملائكة ليس فيهم شر.
والشر
يقال على شيئين: على الألم، وعلى ما يُفْضِي إليه.
**********