×

قال المصنف رحمه الله تعالى:وفيه أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شرٍّ أو جلب نفع - لا يدل على أنه ليس من الشرك.

**********

بعض الناس يقول: فلان من الناس استعان بالجن وحصلت له فائدة! أو: فلان دعا عند القبر الفلاني وحصلت له فائدة، أو شُفي من المرض، أو جاءه ولد!!

فيتخذون هذا دليلاً على جواز فعله، وهذا غرور والعياذ بالله؛ لأن حصول المطلوب لا يدل على جواز الشيء. والحلال والحرام إنما يُستدل عليهما بالكتاب والسُّنة.

أما حصول المطلوب فهو يحتمل أحد أمرين:

إما أن يكون ذلك استدراجًا من الله سبحانه وتعالى؛ كما في قوله عز وجل: ﴿فَذَرۡنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِۖ سَنَسۡتَدۡرِجُهُم مِّنۡ حَيۡثُ لَا يَعۡلَمُونَ [القلم: 44].

أو يكون قد صادف قضاء الله وقدره؛ كأن يُقَدِّر الله عز وجل أن يحصل له مقصوده في هذه اللحظة أو في هذه الحالة، فيظن - الجاهل - أن حصول المقصود كان بسبب استعاذته بالجن، أو بسبب دعائه عند القبر، أو بسبب نذره للميت. وهو ليس كذلك، بل هو بقضاء الله وقدره.

فالحاصل: أن حصول الحاجة لا يدل على الجواز.


الشرح