وقال مجاهد: «فازداد الكفار
طغيانًا».
وقال ابن زيد: «وزادهم الجن خوفًا».
وهذه الأقوال لا تناقض بينها، فكلها تشملها الآية الكريمة، والمفسرون حينما
يختلفون فإن كل واحد منهم يأخذ بمعنى مما تحتمله الآية، والآية تشمل الجميع؛ ولذلك
فإن اختلافهم هذا يُسمى: اختلاف تنوُّع، وليس هو اختلاف تضاد.
قال رحمه الله: «وقد أجمع العلماء
على أنه لا يجوز الاستعاذة بغير الله» بعد أن ساق المصنِّف رحمه الله الأدلة
من الكتاب والسنة، أراد أن يأتي بالأدلة من الإجماع على عدم جواز الاستعاذة بغير
الله.
وهو رحمه الله حينما يأتي بأقوال أهل العلم لا يقتصر على أقوال الحنابلة؛
ليَرُد بذلك على مَن ادعى أن هذا مما انفرد به الحنابلة، أو مما يقول به الوهابية
دون غيرهم، كما يزعم بعضهم.