×

 فكلمات الله تامة، لا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه؛ ولذلك كان القرآن الكريم كاملاً، لا يتطرق إليه نقص، وافيًا بحوائج الناس، والحكم فيما بينهم، وإزالة الشكوك والشرك والكفر والإلحاد، وبيان الأحكام والعدل بين الناس. كل هذا في القرآن؛ لأنه كلام الله سبحانه وتعالى، وفَضْل كلام الله على كلام غيره كفضل الله سبحانه وتعالى على خلقه.

قوله: «مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ»؛ «ما» هنا موصولة، أي: من شر الذي خلق.

·       لأن الخلق على قسمين:

* خلق فيهم خير.

* وخلق فيهم شر.

فالملائكة والأنبياء والمؤمنون فيهم خير.

وأما الجن والشياطين والكفرة والفسقة والمنافقون فهم خلق فيهم شر. فأنت تستعيذ بالله من شرهم، سواء أكانوا من الجن أم من الإنس أو الدواب أو الحشرات، أو الحيات أو العقارب أو السباع أو الكلاب. فتستعيذ بالله من شر الشياطين، ومن شر الجن، ومن شر الإنس؛ لأن هذه كلمة عامة «مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ» لأن «ما» اسم موصول، وهي من صيغ العموم عند الأصوليين، فأنت تستعيذ بالله من شر كل ذي شر.

وفي القرآن الكريم قول الله عز وجل: ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ ١مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ٢ [الفلق: 1- 2]، يعني: أعوذ بالذي خلق المخلوقات من كل مخلوق فيه شر، ولا يدفع هذا الشر إلاَّ الخالق سبحانه وتعالى، ولو سلَّطه على العبد ما استطاع أحد أن ينفعه.


الشرح