×

الذبيحة عند نزول المنزل، ويلطخون الجدران أو العتبة بدم الذبيحة، أو يلطخون الماكينة عندما تدور وتتحرك في المصنع بدم الذبيحة، ويزعمون أن هذا يكفيهم شر العين، ويكفيهم شر الشياطين والجن!

وما هذا إلاَّ شرك بالله عز وجل؛ لأنه ذَبْح لغير الله، واستعاذة بغير الله عز وجل.

المسألة الثالثة: في الحديث دليل على أن القرآن كلام الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم شَرَع الاستعاذة بالقرآن، والاستعاذة لا تجوز بالمخلوق، فلو كان القرآن مخلوقًا - كما تقوله الجهمية والمعتزلة ومَن نحا نحوهم - ما جازت الاستعاذة به، فدل على أن القرآن صفة من صفات الله عز وجل، وكلام الله عمومًا صفة من صفاته.

ويَلحق بهذا مسألة كَثُر السؤال عنها الآن، وهي: أن الذين يقرءون على المرضى ويسمونهم أهل الرقية - يقولون: نحن نستعين بمسلمي الجن في كشف المرض، أو بالإخبار عن العاين الذي أصاب هذا الشخص، ولا نستعين بالكفار من الجن!

هذه المقالة فشت الآن، وهي مقالة باطلة، فلا يجوز الاستعانة بالجن مطلقًا؛ لقوله عز وجل: ﴿وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالٞ مِّنَ ٱلۡإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٖ مِّنَ ٱلۡجِنِّ [الجن: 6] هذا من الاستعاذة بالجن، ولم يُفصل بين مسلمهم وكافرهم.

وفي قوله عز وجل: ﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ ١٢٨وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعۡضَ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ١٢٩ [الأنعام: 128- 129].


الشرح