×

فالله عز وجل أنكر على الجن والإنس ما يحصل بينهم من الاستعانة والاستعاذة، ولم يُفصل بين مؤمنهم وكافرهم، بل توعدهم بالنار ﴿قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ.

واستمتاع الجن بالإنس: أن الإنس يتقربون إليهم ويعظمونهم.

واستمتاع الإنس بالجن: أن الجن يحققون لهم أغراضهم التي يطلبونها منهم؛ لأن الجن عندهم مقدرة ليست عند الإنس، فإذا استعانوا بهم خدموهم في تحقيق مطالبهم، لكن ذلك في مقابل الشرك والكفر بالله عز وجل، فالجني لا يخدم الإنسي إلاَّ بمقابل.

فهذا باب لا يجوز فتحه، ومَن يدرينا أنهم مسلمون كما يدعي هؤلاء؟ فقد يَكذب الجني ويقول: أنا من المسلمين. لأجل أن يخدع هذا المسكين.

والحاصل: أن هذا يفعله هؤلاء الذين يَدَّعون الرقية من باب الاستغلال واستنزاف أموال الناس، فلا يجوز أن يُفتى بالجواز في هذه المسألة؛ لأن هذا يفتح الباب للشرك بالله عز وجل. ومَن الذي يضبطه؟

ومَن الذي يعلم أن هؤلاء مسلمون كما يقال؟! وحتى لو ثَبَت أنهم مسلمون فالله لم يَشْرَع لنا الاستعانة بالجن ولو كانوا مسلمين؛ لعدم وجود الدليل على الاستعانة بالجن في الكتاب والسُّنة، وإنما الأدلة متوافرة على عدم جواز الاستعانة بغير الله، ومنهم الأموات والغائبون. والجن من عالَم الغيب الذي لا نراه، فلا يجوز أن نستعين بهم.


الشرح