×

 وأيضًا: هم لا يُؤْمَنون على تضليل بني آدم وإغوائهم؛ لأن أباهم الشيطان الأكبر تعهد أن يُضل بني آدم وأن يتسبب في إدخالهم معه في النار إذا أجابوه؛ كما في قول الله عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ [فاطر: 6]، وقال عز وجل حكاية عن إبليس: ﴿قَالَ أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ يعني: آدم عليه السلام، ﴿لَئِنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٗا [الإسراء: 62].

فمَن الذي يُؤَمِّن المسلمين من بني آدم من شر الجن والشياطين، حتى يقولوا: هذا مسلم وهذا كافر، ويستعينون به؟!

والمشكل أن بعض الناس يصدقونهم في هذا، وبعضهم أفتى بالجواز! وهذا غلط وخلل في العقيدة يجب التنبيه له.

فالواجب على الإنس: أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى من ممارسة هذه الأعمال مع الجن.

والواجب على الجن: أن يتوبوا إلى الله من إضلال الإنس وإغوائهم.

لأن الكل عباد من عباد الله، يجب عليهم مخافة الله وخشيته، والرغبة إليه، وطاعته وطاعة رسله، وترك ما حَرَّم الله.

وقد تلاعب بعض الأشرار من الإنس بعقائد الناس، بشعوذته عليهم وأكله لأموالهم، ولاسيما عند البوادي والقرى البعيدة عن حضور مجالس الذِّكر، فإن هذا يَكثر كلما كثر الجهل. وحقيقة هذا أنه عميل للجن، وأنه مشرك بالله عز وجل، ولا يقتصر شره على نفسه، بل يضلل


الشرح