قوله: ﴿مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾ أي: غير الله ﴿مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ﴾ هذه الأصنام، وهذه
القبور، وهذه الأشجار وهذه الأحجار - لا تستجيب لمن دعاها؛ لأنها عاجزة، وهم
يعترفون بذلك، فيقولون: نعم، نحن نعرف أنها جمادات، لكن نحن نجعلها وسائط وشفعاء
بيننا وبين الله، فالذي يستجيب هو الله لكن هذه وسائل!!
سبحان الله! الله عز وجل لم يأمرك أن تتخذ وسائط بينك وبينه، بل أمرك
بدعائه مباشرة، كما في قوله: ﴿فَٱدۡعُواْ
ٱللَّهَ﴾ [غافر: 14] مباشرة بدون واسطة من أي مخلوق كائنًا مَن
كان.
قوله: ﴿مَن لَّا
يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾ لا يُتصور أن هذه
المعبودات تستجيب لمن دعاها في يوم من أيام الدنيا إلى أن تقوم الساعة؛ لأنهم
يَدْعُون إما أمواتًا في القبور صاروا رميمًا وترابًا، وإما جمادات من حجارة
وبنايات أو أشجارًا لا تملك نفعًا ولا ضرًّا.
سبحان الله! كيف لعاقل أن يترك الله القادر على كل شيء، السميع البصير،
الذي يراه ويسمعه، وينصرف إلى جمادات وأموات ومخلوقات ويتعلق بها من دون الله عز
وجل ؟!
وفي قوله: ﴿مَن لَّا
يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾ تيئيس لهم بأنهم
يَطرقون بابًا مغلقًا لا يُفتح أبدًا!!
فأنت إذا أتيت إلى دار أحد وطرقت بابه الليل والنهار ولا يفتح لك، فالذي في
الدار إما ميت أو نائم أو لا يريد أن يفتح لك، فلماذا تبقى عند بابه؟! هذا هو باب
المخلوقين لا تطرقه ولا تقف عنده؛ لأنه ليس فيه فائدة.