×

قوله: ﴿وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ غَٰفِلُونَ هذه الأموات والجمادات والأشجار لا تدري عمن دعاها ولا تسمع دعاءهم، قال عز وجل: ﴿إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ [فاطر: 14] إذًا ما الفائدة؟!

فهذه المعبودات التي يدعونها من دون الله وصفها الله عز وجل في هذه الآيات بصفتين:

الأولى: أنهم لا يسمعون ولا يدرون عمن دعاهم.

الثانية: أنهم لو دَرَوا ما استجابوا؛ لأنهم لا يَقْدِرون.

إذًا ما الفائدة من دعائهم والوقوف عند أبوابهم وعتباتهم؟ وتَرْك أقرب الأقربين سبحانه، وأجود الأجودين، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟! لماذا تنحرف عنه وتنصرف إلى غيره؟! وما هذا إلاَّ من انتكاس الفِطَر.

قوله: ﴿وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمۡ أَعۡدَآءٗ وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِرِينَ يوم القيامة يتعادى المعبودون مع العابدين ويتبرءون منهم، وقد كانوا يحبونهم في الدنيا حبًّا شديدًا ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ [البقرة: 165] لكن في يوم القيامة إذا تبرءوا منهم انقلبت المحبة عداوة، ﴿وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمۡ أَعۡدَآءٗ وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِرِينَ يجحدون، يقولون: أبدًا ما دعوتمونا ولا عبدتمونا!! ينكرون عبادتهم لهم ويتبرءون منهم.

﴿إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ [البقرة: 166] يوم القيامة يتبرأ المتبوع على الضلال من التابع، والمعبود من دون الله ممن عبده، ﴿تَبَرَّأۡنَآ إِلَيۡكَۖ مَا كَانُوٓاْ إِيَّانَا يَعۡبُدُونَ [القصص: 63].


الشرح