الحاصل: أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان أنكر على خواص أصحابه أن يغيثهم
من المنافق، فكيف يستغاث به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ؟! وكيف يستغاث بمن هو
دونه من الأولياء والصالحين؟! هذا أمر باطل، والاستغاثة لا تجوز إلاَّ بالله،
فيكون في هذا شاهد للترجمة: «باب من الشرك
أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره» والمناسبة ظاهرة ولله الحمد والمنة.
وكل هذا من أجل حماية التوحيد وصفاء العقيدة، والمنع من كل ما يُفضي إلى
الشرك ولو على المدى البعيد.
لأن الشرك لا يُتساهل فيه أبدًا، والطرق التي توصل إلى الشرك لا يُتساهل
فيها أبدًا!
وما حصل في قوم نوح خير دليل على ذلك! فقد حصل فيهم الشرك بسبب تعليق الصور
والغلو في الصالحين، وكانوا في وقتهم لم يشركوا، ولكن صار هذا وسيلة إلى الشرك
فيما بعد، لما مات أولئك ونُسِي العلم أو نُسِخ، عُبدت هذه الصور. فالوسائل إذا
تُسوهل فيها أدت إلى الشرك.
فالواجب علينا منع الشرك ومنع وسائله وأسبابه، وأن لا نسمح بالألفاظ
الشركية، ولا بأي شيء يُفضي إلى الشرك، وعلينا أن نَحْذَر من ذلك؛ صيانة للعقيدة
وحماية للتوحيد، وإشفاقًا على المسلمين من الضلال والكفر والإلحاد.