و
«الدين»: هو طاعة الله فيما أمر به وشرعه، ونهى عنه وحرَّمه.
وأعظم
ما أَمَر به: التوحيد والإخلاص، وأن لا يَقصد العبد بشيء من عمله سوى الله عز وجل
الذي خلقه لعبادته، وأرسل بذلك رسله، وأنزل به كتبه ﴿لِئَلَّا
يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ﴾ [النساء: 165].
وأعظم
ما نهى عنه: الشرك به في ربوبيته وإلهيته.
**********
هاتان الآيتان من آخر سورة يونس، يقول الله عز وجل فيهما لنبيه صلى الله
عليه وسلم: ﴿وَلَا تَدۡعُ مِن
دُونِ ٱللَّهِ﴾ وهذا نَهْي من الله لنبيه عن دعاء غير الله. والخطاب
المُوجَّه للنبي صلى الله عليه وسلم مُوجَّه إلى أمته، إلاَّ إذا دلَّ دليل على
اختصاصه صلى الله عليه وسلم به.
فهذا النداء عام للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته. ولأنه إذا نُهي النبي
صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فغيره من باب أَوْلى.
قوله: ﴿وَلَا تَدۡعُ مِن
دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَۖ﴾ لأن النفع والضر
بيد الله سبحانه وتعالى، ولا أحد ينفعك أو يضرك من الخلق إلاَّ بإذن الله، إن شاء
الله سلط الخلق عليك فضروك، وإن شاء الله سَخَّر الخلق فنفعوك! فالأمور بيد الله
سبحانه وتعالى، وهذه الأشياء لا تملك نفعًا ولا ضرًّا بذاتها، إنما هي مُسَخَّرة
ومأمورة.
فعليك بالتعلق بالله عز وجل، فلا تَدْعُ غير الله في جميع الأحوال، لا
تَدْعُ الأضرحة والقبور والأولياء والصالحين، أو الأشجار أو الأحجار أو الأصنام،
ولا تدع الملائكة ولا الأنبياء.