×

 قوله: ﴿يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ الله عز وجل هو الذي يصيب بالخير والشر، والنفع والضُّر، مَن يشاء، فلا أحد يُعَقِّب على الله أو يَمنع ما أراده سبحانه وتعالى، وهو سبحانه يخص مَن يشاء بتدبيره، وهذا التخصيص يدل على قدرته سبحانه، وعلى أنه لا نافع ولا ضار إلاَّ هو.

قوله: ﴿وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ لما حَذَّر من دعوة غير الله، وبَيَّن أن غير الله لا ينفع ولا يضر، ولا يكشف الضر، ولا يمنع الخير؛ فَتَح باب المغفرة والرجاء لعباده، فهو سبحانه يغفر لمن تاب، ويرحم مَن التجأ إليه ودعاه.

وهذا ترغيب للعباد في رحمة الله وفي مغفرته، وألا ييأسوا ولا يقنطوا، وأن مَن وقع في شيء من الشرك ولو كان شركًا غليظًا فإنه إذا تاب تاب الله عليه وغفر له.

فلا يَقنط الإنسان من رحمه الله، ولا يُقنِّط الناس من رحمة الله ولو فعلوا ما فعلوا من الذنوب، بل يحثهم على التوبة والاستغفار، ويفتح لهم باب الطمع في مغفرة الله عز وجل لعلهم يتوبون.

وهذا من كمال رحمة الله سبحانه وتعالى ولطفه بعباده، أنه لا يعاجلهم بالعقوبة ولا يُقنطهم من رحمته، فبابه مفتوح للتائبين سبحانه وتعالى.

ثم ذَكَر الشيخ رحمه الله ما ذكره الله عن الخليل عليه السلام، لما دعا قومه إلى عبادة الله ونهاهم عن الشرك، حيث قال: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ لَكُمۡ رِزۡقٗا فَٱبۡتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ وَٱعۡبُدُوهُ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥٓۖ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ [العنكبوت: 17]، وهذا مثل الآيتين السابقتين من سورة يونس.


الشرح