قوله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾ أي: من غير الله من الأصنام والتماثيل ﴿لَا يَمۡلِكُونَ لَكُمۡ
رِزۡقٗا﴾ لا تملك الرزق، إنما الرزق بيد الله سبحانه وتعالى.
فكيف تدعو مَن ليس بيده رزق وتنسى الرزاق الجَوَاد الكريم سبحانه وتعالى ؟!
قوله: ﴿فَٱبۡتَغُواْ
عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ﴾ اطلبوا الرزق من الله، ولا تطلبوه من هذه التماثيل وهذه
الأصنام.
وقوله: ﴿فَٱبۡتَغُواْ
عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ﴾ هذا يفيد الحصر؛ لأن أصل الكلام: «فابتغوا الرزق عند الله»، لكنه قَدَّم الظرف ﴿عِندَ ٱللَّهِ﴾ ليفيد الحصر، أي:
لا تطلبوا الرزق من غيره سبحانه وتعالى.
ثم قال: ﴿وَٱعۡبُدُوهُ﴾ وهذا تعميم بعد
تخصيص؛ لأن طلب الرزق عند الله هذا نوع من العبادة.
وقوله: ﴿وَٱعۡبُدُوهُ﴾ هذا عام لجميع
أنواع العبادة، وهو من عطف العام على الخاص.
فهذه الآية فيها إشارة إلى أن العبد يَجمع بين طلب الرزق والعبادة، فلا
يجلس في المسجد ويترك الرزق، ويقول: «أنا
أصلي وأصوم وأذكر الله، وسوف يأتيني الرزق وأنا جالس في المسجد»!! ليس هذا
بصحيح، بل اطلب الرزق واعبد الله. ولا يتنافى هذا مع هذا، فتعبد الله وأنت في
المتجر، وتعبده سبحانه وأنت في المزرعة، أو في المكتب، أو في أي مكان تطلب فيه
الرزق. فلا يتنافى طلب الرزق مع العبادة أبدًا.