×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ ٨٣وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۚ كُلًّا هَدَيۡنَاۚ وَنُوحًا هَدَيۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِۦ دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَٰرُونَۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٨٤ [الأنعام: 83- 84] إِلَى آخِرِ الآيَاتِ، ثُمَّ قَالَ: ﴿وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [الأنعام: 88]، والأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ أَوَّلُ مَا يَبْدَءُونَ بِدَعْوَةِ التَّوْحِيدِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى في نُوحٍ عليه السلام: ﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ [المؤمنون: 23]، ﴿وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمۡ هُودٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۖ [هود: 50]، ﴿وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ [هود: 84]، بَلْ إِنَّهُ تعالى أَجْمَلَ الرُّسُلَ في قَوْلِهِ: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنۡهُم مَّنۡ حَقَّتۡ عَلَيۡهِ ٱلضَّلَٰلَةُۚ [النحل: 36]، ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ [الأنبياء: 25]، هَذَا هُوَ الأَسَاسُ، وهَذَا هُوَ الأَصْلُ، وهَذِهِ هِيَ القَاعِدَةُ، فَكَيْفَ نَزْهَدُ بِهَذَا الأَمْرِ ونَغْفُلُ عَنْهُ، ونُخَطِّئُ من يَدْعُوَ إِلَيْهِ، ويُقَالُ: إِنَّ هَذَا يُفَرِّقُ بَيْنَ المُسْلِمِينَ، لا بَلْ هَذَا يَجْمَعُ كَلِمَةَ المُسْلِمِينَ؛ لأَِنَّ كَلِمَةَ المُسْلِمِينَ لا تَجْتَمِعُ إلاَّ عَلَى التَّوْحِيدِ، ولاَ يَسْتَتِبُّ الأَمْنُ والاِسْتِقْرَارُ إلاَّ بِالتَّوْحِيدِ.

قَالَ اللَّهُ تعالى: ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡ‍ٔٗاۚ [النور: 55]، إِنَّمَا تَحْصُلُ هَذِهِ المَطَالِبُ العَظِيمَةُ بِعِبَادِةِ اللَّهِ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ﴿يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡ‍ٔٗاۚ [النور: 55]، فَلاَ تَجْتَمِعُ كَلِمَةُ الأُمَّةِ ولاَ يَصْلُحُ بِنَاءُ الأُمَّةِ إلاَّ عَلَى كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ، وعَلَى عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ


الشرح