فَإِذَا كَانَ اللَّقَبُ يَكْرَهُهُ أَخُوكَ فلا يَجُوزُ أَنْ تُنَادِيَهُ بِهِ أو تَدْعُوهُ بِهَذَا اللَّقَبِ المَكْرُوهِ إِلَيْهِ، بَلْ تَدْعُوهُ بِأَحَبِّ الأَسْمَاءِ إِلَيْهِ وأَطْيَبِ الأَسْمَاءِ إِلَيْهِ، أو تُكَنِّيهِ: يَا أَبَا فُلاَنٍ، يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. ﴿وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ﴾ [الحجرات: 11]، اللَّهُ تعالى يَقُولُ: ﴿وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ﴾ [الهمزة: 1]، ثُمَّ قَالَ تعالى: ﴿بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِيمَٰنِۚ﴾ [الحجرات: 11]، هَذَا العَمَلُ فُسُوقٌ، يَعْنِي: خُرُوجٌ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ تعالى، التَّنَابُزُ بالأَلْقَابِ والسُّخْرِيَةُ هَذَا مِنَ الفُسُوقِ ﴿بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِيمَٰنِۚ﴾ [الحجرات: 11]، كُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَحْقِرُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، ولا يُسْلِمُهُ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ» ([1])، « كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» ([2])، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى﴿وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [الحجرات: 11]، مَن لَمْ يَتُبْ من هَذِهِ العَمَلِيَّاتِ، سُخْرِيَةً بِالنَّاسِ، ونبْز بالأَلْقَابِ واللَّمْزِ، هَذَا ظُلْمٌ ﴿وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [الحجرات: 11]، الظُّلْمُ لا يَقْتَصِرُ عَلَى الظُّلْمِ في المَالِ وأَخْذِ حُقُوقِ النَّاسِ، بَلِ الظُّلْمُ يَكُونُ بالأَعْرَاضِ أَيْضًا، بِالتَّعَدِّي عَلَيْهِم في أَعْرَاضِهِم وأَمْوَالِهِم وفي أَنْفُسِهِم، هَذِهِ هِيَ أَنْوَاعُ الظُّلْمِ، ثُمَّ قَالَ جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ وَ لَا تَجَسَّسُواْ﴾ [الحجرات: 12]، هَذِهِ كُلُّهَا مِنَ الأَمْرَاضِ الاجْتِمَاعِيَّةِ الَّتِي تُسَبِّبُ الافْتِرَاقَ تَجَنُّبُ الكَثِيرِ من أَجْلِ القَلِيلِ الَّذِي ﴿ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ﴾ [الحجرات: 12]، فِيهِ إِثْمٌ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ الإِنْسَانُ فِيهِ، ولا تَظُنَّ بِأَخِيكَ المُسْلِمِ شَرًّا، احْمِلْ أَخَاكَ المُسْلِمَ عَلَى الخَيْرِ وعَلَى
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2310) مسلم رقم (2580).