×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

التَّرْبِيَةُ الصَّحِيحَةُ لِلشَّبَابِ

****

والتَّرْبِيَةُ الصَّحِيحَةُ هِيَ التَّرْبِيَةُ الأَخْلاَقِيَّةُ، فَكَوْنُكَ تَضْرِبُ ولَدَكَ لِلتَّعْزِيرِ أَحْسَن من أَنْ تُعْطِيَهُ أَلْفَ ريال لِلتَّرْفِيهِ؛ لأَِنَّ الأَلفَ رِيَال قَدْ يُسَبِّبُ لَهُ الانْحِرَافَ، أَمَّا هَذَا السَّوْطُ فَإِنَّهُ يُسَبِّبُ لَهُ الاسْتِقَامَةَ بِإِذْنِ اللَّهِ.

قسَا لِيزدجِرُوا ومَنْ يَكُ حَازِمًا **** فلْيَقْسُ أَحْيَانًا عَلَى مَنْ يَرْحَمُ

فالقَسْوَةُ في مَحَلِّهَا، والتَّأْدِيبُ في مَحَلِّهِ لَهُ قِيمَتُهُ، فلا تَأْخُذْكَ الشَّفَقَةُ عَلَى أَوْلاَدِكَ، والرَّحْمَةُ أَنْ تُؤَدِّبَهُم، وتَضْرِبَهُم إِذَا اسْتَحَقُّوا الضَّرْبَ؛ لأَِنَّ عَدَمَ ضَربِهِم حِينئِذٍ لَيْسَ شَفَقَةً بِهِم، بَلْ هُوَ إِضْرَارٌ بِهِم وإِهْمَالٌ لَهُم. إذن الشَّبَابُ لَهُم عَلَى آبَائِهِم واجِبٌ، ولَهُم عَلَى مُجْتَمَعِهِم واجِبٌ، وذَلِكَ حَتَّى يَنْشَئُوا نَشْأَةً صَالِحَةً، يَسْتَطِيعُونَ بِهَا القِيَامَ بِوَاجِبِهِم في المُسْتَقْبَلِ، ومِنْ هُنَا يَجِبُ عَلَى الآبَاءِ وأَصْحَابِ البُيُوتِ أَنْ يَعْتَنُوا بِتَرْبِيَةِ أَوْلاَدِهِم، ويَجِبُ عَلَى المَسْؤُولِينَ في الأُمَّةِ وفي الدَّوْلَةِ كَذَلِكَ أَنْ يَعْتَنُوا بِتَرْبِيَةِ الشَّبَابِ، فَيُوجِدُوا لَهُم وسَائِلَ التَّرْبِيَةِ النَّافِعَةِ من مُقَرَّرَاتٍ دِرَاسِيَّةٍ مُفِيدَةٍ، ومِنْ أَعْمَالٍ طَيِّبَةٍ، وأَنْ يُبْعِدُوا عَنِ المُجْتَمَعِ كُلَّ أَسْبَابِ الانْحِرَافِ المَحَلِّيَّةِ والوَافِدَةِ؛ حَتَّى يَنْشَأَ شَبَابُ المُسْلِمِينَ نَشْأَةً صَالِحَةً حَسَنَةً، فالشَّبَابُ لَهُم واجِبٌ عَلَى المُجْتَمَعِ من نَاحِيَةِ التَّوْجِيهِ والتَّرْبِيَةِ والعِنَايَةِ بِهِم، وإِبْعَادِ وسَائِلِ الشَّرِّ عَنْهُم، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَكُونُ عَلَى الشَّبَابِ أَنْ يَتَحَمَّلُوا واجِبَهُم، وذَلِكَ بالقِيَامِ بالأَعْبَاءِ نَحْوَ المُجْتَمَعِ.


الشرح