واجِبُ الشَّبَابِ المُسْلِمِ
****
·
واجِبَاتُ
الشَّبَابِ المُسلم كَثِيرَةٌ مِنْهَا:
أَوَّلاً:
يَجِبُ عَلَى الشَّبَابِ المُسْلِمِ أَنْ يَعْتَنُوا بِتَعَلُّمِ العِلْمِ
النَّافِعِ، ولَوْ بالقَدْرِ الَّذِي يَسْتَقِيمُ بِهِ دِينُهُم، وتَصِحُّ بِهِ
عِبَادَتُهُم، فَيَجِبُ عَلَيْهِم أَنْ يَهْتَمُّوا بِمَعْرِفَةِ العَقِيدَةِ
الصَّحِيحَةِ، ومَا يُخَالِفُهَا مِنَ المُفْسِدَاتِ والمُنْقِصَاتِ، ويَجِبُ
عَلَيْهِم أَنْ يَعْرِفُوا أَحْكَامَ الصَّلاَةِ والزَّكَاةِ والصِّيَامِ
والحَجِّ، وأَرْكَانَ الإِيمَانِ السِّتَّةِ، ومَعْرِفَة نَوَاقِضِ الإِسْلاَمِ؛
وذَلِكَ حَتَّى يُقِيمُوا دِينَهُم عَلَى أَسَاسٍ صَحِيحٍ.
فَهَذَا
القَدْرُ مِنَ العِلْمِ واجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وُجُوبًا عَيْنِيًّا، ولا
يُعْذَرُ أَحَدٌ بِجَهَالَتِهِ، فَعَلَى الشَّبَابِ أَنْ يُرَكِّزُوا عَلَى هَذَا
الجَانِبِ مِنَ العِلْمِ الضَّرُورِيِّ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ مَن أَرَادَ
التَّزَوُّدَ بالعِلْمِ فَإِنَّ طَلَبَ العِلْمِ من أَفْضَل العِبَادَاتِ، بَلْ
هُوَ أَفْضَلُ من نَوَافِل الجِهَادِ، ونَوَافِلِ الصَّلاَةِ والحَجِّ، فَطَلَبُ
العِلْمِ أَفْضَلُ من سَائِرِ النَّوَافِلِ؛ لأَِنَّ بالعِلْمِ يَسْتَقِيمُ الدِّينُ
وتَقُومُ المِلَّةُ.
فَعَلَى
الشَّبَابِ أَنْ يَهْتَمُّوا بالعِلْمِ الشَّرْعِيِّ أَوَّلاً وقَبْلَ كُلِّ
شَيْءٍ ضَرُورِيَّة، الَّذِي لا يُعْذَرُ أَحَدٌ بِجَهَالَتِهِ، ومَا زَادَ عَنْ
ذَلِكَ مِنَ التَّفَقُّهِ في عُلُومِ الشَّرِيعَةِ من أَجْلِ أَنْ يَقُومَ
الشَّبَابُ بِوَاجِبِ الأُمَّةِ؛ حَتَّى يُحْسِنُوا فِيهَا، ويُقِيمُوهَا عَلَى
الوَجْهِ المَطْلُوبِ، ومَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَقْدِرَةٌ أَنْ يَتَعَلَّمَ
الصِّنَاعَاتِ والمِهَنَ الأُخْرَى، وكَذَلِكَ الفُنُونَ العَسْكَرِيَّةَ،
والفُنُونَ الزِّرَاعِيَّةَ، والفُنُونَ الطِّبِّيَّةَ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ
بِهَا؛ لأَِنَّ الشَّبَابَ يَجِبُ أَنْ يَتَعَلَّمَ الفُنُونَ الَّتِي
تَحْتَاجُهَا الأُمَّةُ، فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ المُيُولُ إِلَى تَعَلُّمِ
هَذِهِ