×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ [التحريم: 6].

وهُوَ أَيْضًا مُحَمَّلٌ أَمَانَةَ المُجْتَمَعِ بِالدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ، والأَمْرِ بالمَعْرُوفِ، والنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ [آل عمران: 110] ﴿وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [آل عمران: 104] وقَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِْيمَانِ» ([1])، وقَالَ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([2])، إِذًا فَكُلُّ واحِدٍ مِنَ البَشَرِ مُحَمَّلٌ هَذِهِ الأَمَانَةَ، ومَسْؤُولٌ عَنْهَا أَمَامَ اللَّهِ تعالى، من هُنَا جَاءَ عُنْوَانُ هَذِهِ المُحَاضَرَةِ «الدِّينُ والأَخْلاَقُ مَسْؤُولِيَّةُ الجَمِيعِ»، لِيُشْعِرَنَا أَنَّنَا جَمِيعًا مَسْؤُولُونَ أَمَامَ هَذِهِ الحَقَائِقِ الثَّلاَثِ، وحُقُوقُ اللَّهِ تعالى بَلْ وحُقُوقُ عِبَادِهِ كُلُّهَا دَاخِلَةٌ في هَذِهِ الأُمُورِ الثَّلاَثَةِ، وهَذَا يَتَلَخَّصُ في الضَّرُورِيَّاتِ الخَمْسِ الَّتِي ذَكَرَهَا أَهْلُ العِلْمِ، وهِيَ: حِفْظُ الدِّينِ، وحِفْظُ النَّفْسِ، والعَقْلِ، والعِرْضِ، والمَالِ، فَهَذِهِ الضَّرُورِيَّاتُ الخَمْسُ يَجِبُ المُحَافَظَةُ عَلَيْهَا، ويَدْخُلُ فِيهَا جُزْئِيَّاتٌ، وتَفَاصِيلُ كَثِيرَةٌ، لَكِنْ كُلُّهَا تَرْجِعُ إِلَى هَذِهِ الضَّرُورِيَّاتِ الخَمْسِ.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (49).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (853)، مسلم رقم (1829).